وزه تبنى معهد الكردى الأزهرى

[الحسين راغب]

"وزة" تبني معهد الكردي الأزهري !!



رحم الله المهندس صلاح عطية رحمة واسعة، فقد كان نموذجا فذا للتجارة الرابحة مع الله، وشخصية مبدعة مخلصة في عمل الخير والبر ونشر التعليم الأزهري في ربوع مصر.
تعرفت عليه منذ أكثر من ربع قرن، عندما كنت في بداية حياتي الصحفية في صحيفة الشعب، حيث كلفنا الأستاذ عادل حسين رئيس التحرير رحمة الله عليه أن نعد موضوعات إيجابية عن أشخاص أو مشاريع في محافظات مصر، يومها كنت أقوم بتغطية أخبار مشيخة الأزهر الشريف وتربطني علاقة طيبة بفضيلة الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الجامع الأزهر ولاحظت أن فضيلته يمدح المهندس صلاح عطية، وذهبت للمهندس صلاح عطية في مكتبه بمدينة نصر لأتعرف عليه وأكتب عنه "نقطة مضيئة" ، ويومها أحببته جدا ولمست عزوفه عن الظهور في الصحافة ، وأكد لي أنه يتاجر مع الله، وبعد أن ألححت عليه طلب مني أن أزور قريته "تفاهنا الأشراف" وأن أكتب ماأراه وهذا يكفي.
سافرت إلي القرية ورصدت التحول الكبير الذي أحدثه المهندس صلاح عطية في حياة الناس وإلتقيت صديقه وتوأم روحه ومشروعه " صلاح خضر" وشاهدت يومها عمليات التشطيب النهائية في مباني جامعة الأزهر وإلتقيت الأهالي، وعدت للقاهرة لأكتب تحقيقا مصورا بعنوان " تفاهنا الأشراف .. قرية مصرية محبة للخير " ورصدت كيف إختفت البطالة والجريمة والخلافات بين أهالي القرية وأسباب إنتشار الأمن والمحبة والعلم، ورويت كيف أن مزرعة دواجن صغيرة كانت السبب وراء إنجاز مشاريع بملايين الجنيهات في القرية وأرجعت ذلك لإخلاص المهندس صلاح عطية وحبه للدين والقرية.



وبعد نشر التحقيق ذهبت للمهندس صلاح وكان معجبا به، وعندما سألته عن حب الناس له ، لم يزد عن قوله " هذا من فضل ربي علي". وفي هذه الجلسة ذكرت له أن لدينا في قريتنا الكردي بمحافظة الدقهلية قطعة أرض لمعهد أزهري، ورويت له المجهود الكبير الذي يقوم به فضيلة العلامة الشيخ محرز سلامة عضو لجنة الفتوي بالأزهر الشريف وإبن قريتنا البار رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، لبناء المعهد إلا أن ندرة المال هي السبب في عدم إكتمال المعهد الذي يمثل حلما كبيرا لأهالي القرية، ويومها طلب مني أن أجمع له أعيان وأهالي القرية في سرادق كبير وحدد لي يوما لزيارة قريبتنا ، وبالفعل قام الشيخ محرز وأعيان القرية ومنهم الحاج محمود حمزة والحاج نبيه عيد والحاج فاروق الدبسي والحاج ياقوت ونقيب الشرطة إبراهيم بيه رئيس نقطة شرطة القرية وغيرهم كثيرون بتنظيم السرادق في منطقة المحطة أمام مسجد الشيخ أبو جبهة ليلا، وجاء المهندس صلاح عطية في موعده، وألقي خطبة مؤثرة في السرادق الذي إكتظ بالآلاف من رجال ونساء وأطفال القرية، ووضح كيف أن العامل الصالح هو الذي يبقي للإنسان، ثم طلب منا "وزة" وتعجبنا ، وأصر على طلبه ، وأتينا له بالوزة ، فرفعها بيده ، وقال من يشتري هذه الوزة؟ وصمت الناس ، فقال أنا أشتريها بألف جنيها، ولم يكن سعر الوزرة يومها يزيد عن ثلاثة جنيهات، ثم قال من يزيد ، وتباري أعيان القرية في المزاد إلي أن وصل سعرالوزة إلي ألفين جنيها ، وختم المهندس صلاح المزاد وقال أنا أشتريها بعشرين ألف جنيها، وبدأ يحث الناس على التبرع ، وكان مشهدا مؤثرا ، يومها رأيت فلاحة مسكينة تتبرع بخاتمها الذهبي ، وأخري بغويشة وفلاح يتبرع بشوال أرز وآخر بضريبة أرز، وبلغت حصيلة الليلة نحو أربعين ألف جنيها، وكان مبلغا كبيرا جدا، فقد كان سعر طن الأسمنت لايتجاوز عشرين جنيها وسعر طن الحديد لايتجاوز مائتين جنيها، وبدأ أهالي القرية على الفور تشييد المعهد وماهي إلا شهور قليلة جدا إلا وإستقبل المعهد أولي دفعاته من طلبة الكردي والقري والعزب المجاورة.
أعجبتني شخصية المهندس صلاح عطية وبدأت أتابع أعماله الخيرية وإبداعاته من خلال إذاعة القرآن الكريم حيث تابعت الإذاعة لعدة سنوات جولاته في ربوع مصر لحث الناس على التبرع لبناء المعاهد الأزهرية. رحم الله المهندس صلاح عطية رحمة واسعة وأسكن الله فضيلة الشيخ محرزسلامة فسيح جناته لقاء ماقدما من عمل إبتغاء وجه الله، وندعو الله أن يحشرنا معها ونرافقهما مع أفضل الخلق سيدنا محمد في جنات الخلد.
كتب هذا الموضوع الصحفي الكبير ابن الكردى الأستاذ عبد الحى محمد

[أحمد عيد]

موضوع رائع..مهم توثيق تاريخ وأخبار بلدنا

[عمادالكردى]

وحدث أيضاً أن إحدى وجبات فى شهر رمضان الماضى
تم شرائها بمبلغ كبير مع العلم قيمة الوجبه لا تتعدى ال30 جنيه وبيعت بالآلاف من الجنيهات